البنتاجون والموساد و "ثورات العربية" الحقيقة الخفية ( مقال خطير جدا )
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 346 تاريخ التسجيل : 20/12/2012
موضوع: البنتاجون والموساد و "ثورات العربية" الحقيقة الخفية ( مقال خطير جدا ) السبت يناير 26, 2013 1:58 pm
فى 11 فبراير تخلى الرئيس المصري حسني مبارك و نقل السلطة إلى الجيش المصري و هو في الواقع انقلاب عسكري و مما ينذر بالشر أن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وصفتها بأنها أقوى حركة اسلامية فى العالم و أعلنت عن خطتها لتكوين حزب سياسى مما يؤدى الى تغيير السياسة المصرية و علاقتها بواشنطن
سقوط مبارك و المفترض انه حليف للولايات المتحدة و الآن الحرب الأهلية المستقبلية في ليبيا بحكم الأمر الواقع لهو أعظم الاضطرابات منذ سقوط جدار برلين في عام 1989و التى ستحدث ارتفاعا حادا فى سعر النفط .
الأحداث في مصر و تونس و الآن تنتشر الى ليبيا و البحرين و عبر العالم الاسلامى في شمال أفريقيا والشرق الأوسط هي في الحقيقة جزء من خطة أكبر بكثير و مقلقة خبراء استراتيجيون بالبنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكية ) منذ أكثر من عقد من الزمان.
سريعا في أعقاب تغيير النظام في تونس حدثت الانتفاضة الشعبية في 25 يناير ضد نظام مبارك القوى و خلافا للانطباع المترسخ بعناية أن إدارة أوباما تحاول الابقاء على النظام الحالي لمبارك فإن واشنطن في الواقع هى التى دبرت تغيير النظام فى مصر و كذلك كل الأنظمة فى المنطقة من سوريا الى اليمن الى الاردن و غيرها في عملية سميت "التدمير الخلاق".
المسودة السرية لتغيير الأنظمة قد وضعت بواسطة البنتاجون و بعض وكالات الاستخبارات الأمريكية مثل مؤسسة ( راند ) على مدار عقود من الزمان بدأت فى مايو 68 بزعزعة استقرار نظام الرئيس الفرنسى شارل ديجول . هذه هى المرة الأولى التى نفذت فيها امريكا عمليات تغيير النظام فى أوروبا الشرقية منذ حوالى عقدين من الزمان حيث نفذت واشنطن عمليات متزامنة فى بلدان كثيرة فى المنطقة . انها استراتيجية طويلة الأجل ولدت من يأس معين ولا تخلو من المخاطر للبنتاجون و جدول اعمال وول ستريت و العائد على شعوب المنطقة و العالم بأسره غير واضح حتى الآن
حتى الآن النتيجة النهائية للاحتجاجات في شوارع القاهرة و التحدي في جميع أنحاء مصر والعالم الإسلامي لا يزال غير واضح و لكن الخطوط العريضة لاستراتيجية الولايات المتحدة هي بالفعل سرية و واضحة
لا يستطيع احد أن يجادل فى المظالم الحقيقية التى جعلت الملايين يخاطر بحياته بالنزول للشارع . لا يمكن لأحد ان يدافع عن فظائع نظام مبارك و التعذيب و قمع المعارضة . لا أحد ينكر الارتفاع الرهيب فى أسعار الغذاء و بورصة وول ستريت وأن تحويل الزراعة فى أمريكا لزراعة الذرة لاستخراج وقود الايثانول أشعلت اسعار الحبوب . مصر هى اكبر مستورد للقمح فى العالم و معظمه من امريكا . لقد ارتفعت أسعار قمح شيكاجو بنسبة 74% فيما بين يونيو و نوفمبر 2010 مما تسبب فى ارتفاع أسعار المواد الغذائية فى مصر بنسبة 30% بالرغم من دعم الحكومة
ما تم تجاهله على نطاق واسع في شبكة سي أن أن و بي بي سي وغيرها من وسائل التغطية الإعلامية الغربية لأحداث مصر هو حقيقة أنه مهما كانت التجاوزات بالداخل فإن مصر مبارك تمثل عقبة رئيسية فى طريق تحقيق الولايات المتحدة لجدول اعمالها فى المنطقة
من يقول ان العلاقات بين أوباما و مبارك كانت كالجليد البارد لن يكون مبالغا . مبارك كان معارضا لسياسة امريكا تجاه ايران و برنامجها النووى و على سياسة أوباما تجاه الخليج الفارسى و سوريا و لبنان و كذلك الفلسطينيين . لقد كان شوكة هائلة فى المنطقة بأسرها ضد المصالح الأمريكية لاقامة الشرق الأوسط الجديد
حقيقية مثل العوامل التي دفعت الملايين الى الشوارع في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط فإن ما لا يمكن تجاهله بشكل حقيقى هو ان واشنطن حددت التوقيت التى تراه في محاولة لصياغة النتيجة النهائية لزعزعة الاستقرار و تغيير نظام شامل في جميع أنحاء العالم الإسلامي . كان يوم المظاهرات الشعبية معدا و منسقا يشكل جيد لمطالبة مبارك بالتنحي فى حين إن أعضاء بارزين في القيادة العسكرية المصرية بما في ذلك رئيس الأركان الفريق سامي حافظ كانوا فى زيارة لواشنطن بدعوة من وزارة الدفاع و هذا من أجل تحييد القوة الضاربة للجيش تجاه وقف الاحتجاجات المناهضة لمبارك في الأيام الأولى الحرجة.
وقد تمت الاستراتيجية فى ملفات وزارة الخارجية و البنتاجون منذ عقد من الزمان أو اطول . بعد اعلان جورج بوش الحرب على الارهاب أطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الأكبر و الذى يعرف الآن باسم أقل تهديدا وهو الشرق الأوسط الجديد و هو استراتيجية تكسير دول المنطقة من المغرب الى أفغانستان و هى المنطقة التى حددها ديفيد روكفلر صديق صموئيل هنتنجتون في صراع الحضارات الشائنة فى مقال في مجلة الشؤون الخارجية.
مصر فى ارتفاع
السيناريو الحالي للبنتاجون بخصوص مصر كان مذهلا هذه واحدة مع الدفع بالملايين من النشطاء الشباب المدربين جيدا على التويتر التابعين لجماعة الاخوان المسلمين و تعمل مع الجيش الأمريكى المدرب . انها لبطولة لا تختلف عن الفائز بجائزة نوبل أن تحول مخاطر المعارضة للنظام القديم الى ما يبدو بمثابة انتقال سلس في مصر الجديدة باعلان عن النفس ثورة ليبرالية ديمقراطية نشبت من تلقاء ذاتها
بعض الخلفيات عن الأطراف الفاعلة على الأرض تكون مفيدة قبل النظر فيم يجب أن تكون الخطة الأمريكية طويلة المدى للعالم الاسلامى من شمال إفريقيا و حتى الخليج الفارسى و فى النهاية فى السكان المسلمين فى آسيا الوسطى و حتى حدود الصين و روسيا
الاحتجاجات التي ادت الى اطلاق النار بشكل مفاجئ من الحكومة المصرية بالكامل عن طريق الرئيس مبارك في أعقاب فرار بن علي في تونس في المنفى السعودية ليست على الإطلاق ، "عفوية" ، كما قيل في البيت الابيض ان اوباما وكلينتون و وزارة الخارجية و CNN و بي بي سي ووسائل الإعلام الرئيسية الأخرى في الغرب جعلها لتكون.
لقد تم تنظيمها بطريقة عالية التقنية على الطراز الأوكراني الالكترونية مع شبكات الانترنت كبيرة لأنصار محمد البرادعى و جماعة الاخوان المسلمين المحظورة من الشباب التى لها صلات بالمخابرات البريطانية والأمريكية والماسونية على نطاق واسع
عند هذه النقطة فإن الحركة المناهضة لمبارك يشبه أي شيء ولكن تهديده للنفوذ الأميركي في المنطقة على العكس تماما. انها تشبه تغيير الأنظمة الأخرى المدعومة من أمريكا مثل نموذج الثورات الملونة فى جورجيا و أوكرانيا فى 2003-2004 و الثورة الفاشلة ضد الايرانى أحمدى نجاد فى 2009
صدرت الدعوة لإضراب عام مصري يوم 25 يناير من الغضب الذي أثار احتجاجات واسعة تطالب مبارك بالاستقالة من قبل حركة منظمة على الفيسبوك المستندة تطلق على نفسها اسم حركة 6 أبريل. كانت احتجاجات كبيرة جدا ومنظمة جيدا أنه اضطر لاقالة حكومته وتعيين نائب الرئيس الجديد اللواء عمر سليمان الوزير السابق للاستخبارات
ويرأس حركة 6 أبريل أحمد ماهر إبراهيم، وهو مهندس مدنى 29 عاما و قام بإعداد موقع الفيسبوك لتعبئة المستخدمين الى الاضراب يوم 6 ابريل 2008.
ووفقا لحساب صحيفة نيويورك تايمز من عام 2009حوالى 800000 معظمهم من الشباب كانوا بالفعل أعضاء الفيسبوك أو تويتر. . في مقابلة شخصية مع مؤسسة كارنيجي ومقرها واشنطن رئيس حركة 6 أبريل ماهر صرح، "أن تكون حركة الشباب الأولى في مصر لاستخدام الإنترنت القائم على وسائط الاتصال مثل الفيسبوك وتويتر ونحن نهدف إلى تعزيز الديمقراطية من خلال تشجيع المشاركة العامة في العملية السياسية ".
ماهر أعلن أيضا أن حركة 6 أبريل تؤيد الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وأعلن أنه يرشحه لرئاسة مصر. تحالف البرادعي جنبا إلى جنب مع الرابطة الوطنية للتغيير (NAC) الذى يضم جورج اسحق وهو زعيم في حركة كفاية ومحمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين
كفاية اليوم في صلب الأحداث المصرية التي تتكشف فهى ليست بمنأى عن الخلفية هى و جماعة الاخوان المسلمين
البرادعي في هذه المرحلة هو الشخصية المحورية في التغيير المستقبلى الديمقراطى و البرلمانى فى مصر رغم انه لم يعيش في مصر على مدى السنوات الثلاثين الماضية فقد حصل على تأييد كل ألوان الطيف السياسي فى مصر من الشيوعيين الى جماعة الاخوان المسلمين وحركة كفاية و نشطاء 6 أبريل. انطلاقا من سلوك الهدوء يقدم البرادعي هذه الأيام لإجراء المقابلات مع CNNكما انه من المحتمل أن يحمل تأييد جنرالات مصرية معارضة لحكم مبارك لأي سبب من الأسباب وكذلك بعض الشخصيات المؤثرة جدا في واشنطن.
كفاية – البنتاجون " حرب غير عنيفة "
كفاية هى قلب عملية حشد المحتجين المصريين التى تؤيد ترشيح البرادعى
الغريب إن المخططين فى الصندوق الوطنى لتمويل الديمقراطية بواشنطن و المؤسسات غير الحكومية ذات الصلة بالثورات الملونة اختلقت اسما ابداعيا جديدا لثورتهم المصرية . فى نوفمبر 2003 كانت ثورة جورجيا الوردية اختارت المنظمات غير الحكومية التى تمولها الحكومة الأمريكية لها اسم ( كمارا ) و هو يعنى فى اللغة الجورجية كفاية
مثل كفاية فقد بنيت أيضا كمارا في جورجيا من قبل المدربين الممولين من NED وغيرها من الجماعات مثل جين شارب و مؤسسة ألبرت أينشتاين التى تستخدم ما يتم التعرف عليه من شارب "نبذ العنف كوسيلة من وسائل الحرب."
تم تدريب شبكات الشباب المختلفة بعناية في كفاية كما في جورجيا . شبكة لامركزية من الخلايا تتجنب عمدا منظمة مركزية يمكن كسرها ويمكن أن تؤدى بالحركة إلى التوقف عن العمل مع تدريب الناشطين على أساليب المقاومة الغير عنيفة تم في المنشآت الرياضية ويجعلها تبدو غير ضارة و تلقى الناشطين أيضا تدريبا في مجال التسويق السياسي والعلاقات الإعلامية وتعبئة وتجنيد المهارات.
الاسم الرسمي لحركة كفاية والحركة المصرية من أجل التغيير تأسست في عام 2004 من قبل المثقفين المصريين حدد في منزل علاء أبو ماضي زعيم حزب الوسط وهو حزب تم إنشاؤه على أيدي جماعة الإخوان المسلمين كما تم إنشاء حركة الائتلاف الموحد من خلال الدعوة لانهاء حكم مبارك
كفاية مثل حركة 6 أبريل استخدمت في وقت مبكر وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة والتكنولوجيا الرقمية كوسيلة رئيسية للتعبئة. بالأخص فقد استخدموا بمهارة و حرفية كبيرة شبكة اليوتيوب لارسال مقاطع صغيرة و صور عن المجال السياسى . في اجتماع حاشد ظهر بالفعل في ديسمبر 2009 قد أعلنت كفاية دعمها لترشيح محمد البرادعي لانتخابات الرئاسة المصرية فى 2011
وزارة الدفاع المريكية أنشأت مركزا للأبحاث و قامت مؤسسة راند بدراسات تفصيلية عن حركة كفاية بتكليف من مكتب وزير الدفاع وهيئة الأركان المشتركة بطلب من ادارة البحرية ومشاة البحرية ووكالات الدفاع و المخابرات الدفاعية
بالكاد أمكن العثور على رجال و سيدات لهم توجهات نحو الديمقراطية . فى تقريرهم للبنتاجون فى 2008 فقد لاحظ باحثو مؤسسة راند الآتى فيما يتعلق بكفاية المصرية :
"ان الولايات المتحدة قد أعلنت عن رغبتها فى مزيد من الديمقراطية في العالم العربي وخاصة منذ هجمات سبتمبر 2001 من قبل الارهابيين من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومصر ولبنان وقد كان هذا الاهتمام جزءا من جهد للحد من العنف السياسي زعزعة الاستقرار والارهاب. هكذا صرح الرئيس جورج دبليو بوش في خطابه عام 2003 إلى الصندوق الوطني لدعم الديمقراطية "، طالما بقي الشرق الأوسط مكانا لا ينعم بالحرية فإنه سيبقى مكانا للركود والكراهية والعنف جاهزة للتصدير" ( البيت الأبيض 2003 ) . وقد استخدمت الولايات المتحدة وسائل مختلفة لمتابعة ارساء الديمقراطية بما في ذلك التدخل العسكري الذي أطلق لأسباب أخرى و لكن تكوين حكومات ديمقراطية كان الهدف النهائى و مع ذلك هم أفضل من حركات الإصلاح الأصلية لدفع الديمقراطية في بلدهم ".
وقد أمضى باحثو ( راند ) سنوات لاتقان تقنيات غير تقليدية لتغيير النظام تحت اسم "الاحتشاد " و هى طريقة نشر الغوغاء الجماعى لشباب مرتبط رقميا في تشكيلات احتجاجية من الكر والفر تتحرك مثل أسراب النحل
واشنطن و منظمات "حقوق الإنسان" و "الديمقراطية" و "اللاعنف " غير الحكومية التي تشرف عليها و بشكل خطير و تلقائى قد اعتمدت فى العقد الأخير أو أكثر بشكل متزايد رعاية الحركات الاحتجاجية الداخلية لخلق تغييرات نظامية موالية لواشنطن والمضي قدما في خطة البنتاجون لفرض هيمنته عالميا و تلك هى التوصيات الختامية لمؤسسة ( راند ) للبنتاجون نتيجة دراستها لحركة كفاية
" نظرا للمكانة الشعبية المتدنية لأمريكا فى المنطقة فقد أيدت جهود الاصلاح من خلال المنظمات غير الحكومية مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. "
كانت دراسة أكثر واقعية أجرتها ( راند ) عام 2008 حول مستقبل دعم الحكومة الأمريكية لحركات الاصلاح فى مصر
"يجب على الحكومة الأمريكية تشجيع المنظمات غير الحكومية لتوفير التدريب للإصلاحيين بما في ذلك التوجيهات بشأن بناء ائتلاف وكيفية التعامل مع الخلافات الداخلية في السعي لتحقيق الإصلاح الديموقراطي . ويمكن للمؤسسات الأكاديمية أو المنظمات غير الحكومية المرتبطة بها حتى مع الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة مثل المعهد الجمهوري الدولي أو المعهد الديموقراطي الوطني للشؤون الدولية إجراء مثل هذا التدريب والتي ستزود قادة الإصلاح لتسوية خلافاتها سلميا وديموقراطيا.
يجب على الولايات المتحدة أن تساعد الإصلاحيين فى الحصول على واستخدام تكنولوجيا المعلومات وربما من خلال تقديم حوافز للشركات الأميركية للاستثمار في البنية التحتية للاتصالات في المنطقة وتكنولوجيا المعلومات و على شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية التأكد من أن مواقع ويب الخاصة بالإصلاحيين يمكن أن تبقى عاملة ويمكن أن تستثمر في تكنولوجيات مثل تخفي الهوية للهروب من متابعة الحكومة هذا ويمكن أيضا أن يتحقق من خلال توظيف الضمانات التكنولوجية لمنع تخريب الانظمة من مواقع الويب من الإصلاحيين. "
كما تنص دراسة مؤسسة ( راند ) الوطنى شعبة بحوث الأمن الاستراتيجى البديل عن حركة كفاية في عام 2008 برعاية مكتب التكنولوجيا الرد السريع في مكتب وكيل وزارة الدفاع لشؤون التكنولوجيا واكتساب والنقل والإمداد
المبادرة الاستراتيجية البديلة لمجرد تؤكد على نقطة ويتضمن "البحث في الاستخدام المبتكر للميديا و تطرف الشباب والمشاركة المدنية للقضاء على العنف الطائفي وتوفير الخدمات الاجتماعية لتعبئة القطاعات المتضررة من السكان الأصليين وهذا الموضوع يخص الحركات البديلة ".
في مايو 2009 قبل قليل من رحلة أوباما للقاهرة للقاء مبارك قابلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عددا من الناشطين الشباب المصريين في واشنطن تحت رعاية دار الحرية وآخر "حقوق الإنسان" ومقرها واشنطن للمنظمات غير الحكومية التي لها تاريخ طويل من التدخل في تغيير النظام الذي ترعاه الولايات المتحدة من صربيا لجورجيا لأوكرانيا والثورات الملونة الأخرى . التقت كلينتون والقائم بأعمال مساعد وزيرة الدولة لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان 16 ناشطا بعد اجتيازهم زمالة لمدة شهرين نظمتها مؤسسة فريدوم هاوس في برنامج الجيل الجديد.
فريدوم هاوس و المنظمات غير الحكومية التي تمولها واشنطن لتغيير النظام و الصندوق الوطني للديموقراطية (NED) هي وراء الانتفاضات التي تجتاح الآن العالم الإسلامى . أنها تناسب السياق الجغرافي لما أعلنه جورج بوش بعد عام 2001 من خلال مشروعه الشرق الأوسط الأكبر لتحقيق "الديمقراطية" و "السوق الحرة الليبرالية " للإصلاح الاقتصادي في الدول الإسلامية من أفغانستان إلى المغرب. عندما كانت واشنطن تتحدث عن إدخال " الإصلاح الليبرالى للسوق الحرة " و الناس يجب أن تترقب tهو أكثر قليلا من رمز لجلب تلك الاقتصادات تحت تأثير نظام الدولار و جميع ما ينطوى عليه ذلك
الصندوق الوطنى لدعم الديمقراطية بواشنطن و أهداف اكبر
لو أردنا وضع قائمة من بلدان المنطقة التي تشهد حركات احتجاج جماعي منذ أحداث تونس و مصر و نظللها على الخريطة سوف نجد علاقة بين البلدان ذات الاحتجاج اليوم و خريطة واشنطن الأساسية لمشروع الشرق الأوسط الكبير التي تم الكشف عنها لأول مرة خلال رئاسة جورج دبليو بوش بعد عام 2001.
وقد شارك الصندوق الوطنى لدعم الديمقراطية بواشنطن في التحضير بهدوء لموجة من زعزعة استقرار الأنظمة عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط منذ الغزو الأمريكي العسكرى فى 2001-2003 لأفغانستان والعراق . القائمة التى يشملها نشاط الصندوق الوطنى لدعم الديمقراطية بواشنطن يتكشف فقد حددوا على موقعهم على الانترنت تونس ومصر والأردن والكويت وليبيا وسوريا واليمن والسودان كذلك ومن المثير للاهتمام إسرائيل تصادف خضوع هذه البلدان جميعها تقريبا لانتفاضات تلقائية من اجل تغيير النظام0
المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية التي ذكرتها دراسة الوثيقة من مؤسسة راند كفاية هي منظمات تابعة لواشنطن والكونجرس الأمريكي التي يمولها الصندوق الوطني لدعم الديمقراطية.
الصندوق الوطنى لدعم الديمقراطية هى وكالة منسقة من واشنطن لزعزعة استقرار النظام والتغيير. وكان نشطا من التبت إلى أوكرانيا و من فنزويلا إلى تونس و من الكويت الى المغرب لاعادة تشكيل العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في خطاب ألقاه جورج بوش الأب فى الكونجرس عام 1991 أعلن فيه مزهوا بزوغ فجر النظام العالمي الجديد.
و كما صرح المهندس المعماري وأول رئيس للصندوق الوطنى للتنمية و دعم الديمقراطية آلن واينشتاين لواشنطن بوست في عام 1991 أنه " تم إجراء الكثير مما نقوم به اليوم سرا تم انجازه من وكالة الاستخبارات المركزية قبل 25 سنة "
مجلس إدارة صندوق التنمية و دعم الديمقراطية يشمل وزير الدفاع السابق و رئيس وكالة الاستخبارات المركزية فرانك كارلوتشي من مجموعة كارليل الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك من منظمة حلف شمال الأطلسي و من المحافظين الجدد صقور الحرب زلماي خليل زاد الذي كان مهندسى الغزو الامريكي لأفغانستان وفي وقت لاحق سفيرا فى افغانستان فضلا عن العراق المحتل. عضو آخر في مجلس صندوق التنمية و دعم الديمقراطية فين ويبر الذي شارك في ترأس قوة عمل مستقلة رئيسية حول سياسة الولايات المتحدة تجاه الاصلاح في العالم العربي مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مادلين أولبرايت وكان عضوا مؤسسا للمشروع بخصوص الاستخبارات الأمريكية فى القرن الجديد مع ديك تشيني ودونالد رامسفيلد والذي دعا لتغيير النظام بالقوة في العراق في وقت مبكر عام 1998
و من المفترض أن يكون صندوق التنمية و دعم الديمقراطية من المؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الهادفة للربح لكنه يحصل على اعتمادات سنوية للعمل على الصعيد الدولي من الكونجرس الأمريكي و الصندوق الوطني للديمقراطية تعتمد على دافعي الضرائب الأمريكيين لتمويل ولكن لأنه ليس وكالة حكومية إلا أنه لا يخضع لرقابة الكونجرس العادية.
ويتم توجيه أموال صندوق التنمية و دعم الديمقراطية للدول المستهدفة من خلال أربعة "أسس جوهرية" : المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية المرتبط بالحزب الديمقراطي والمعهد الجمهوري الدولي المرتبط بالحزب الجمهوري والمركز الأمريكي للتضامن العمالي الدولي مرتبطة بالاتحاد العمالى الأمريكى وكذلك وزارة الخارجية الأميركية ومركز المشروعات الدولية الخاصة مرتبطة بالغرفة الأمريكية بالسوق الحرة للتجارة. ولاحظ المحلل السياسي الراحل باربرا كونرى ذلك
"استفاد صندوق التنمية و دعم الديمقراطية من وضعها الخاص للتأثير على الانتخابات المزعومة الأجنبية وهو النشاط الذي يقع خارج نطاق المعونة وخلاف ذلك سيكون ممكنا فقط من خلال العملية السرية لوكالة المخابرات المركزية مثل هذه الأنشطة قد يكون من الجدير بالذكر أيضا غير قانوني لجماعات الأجنبية العاملة في الولايات المتحدة ".
كثيرا من المشاريع المختلفة لصندوق التنمية و دعم الديمقراطية اليوم في الدول الإسلامية و بالإضافة إلى مصر تونس و اليمن و الأردن و الجزائر و المغرب و الكويت و لبنان و ليبيا و سوريا وإيران وأفغانستان . باختصارفإن معظم كل البلاد التي تشعر في الوقت الحاضر من آثار الزلزال الذي وقع من الاحتجاجات التي تجتاح الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هى مستهدفة من صندوق التنمية و دعم الديمقراطية
في عام 2005 ألقى الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش خطابا إلى صندوق التنمية و دعم الديمقراطية في خطاب طويل ساوى الراديكالية الإسلامية كعدو جديد مع شرور الشيوعية واستخدام عمدا مصطلح أكثر ليونة وهو "الشرق الأوسط أوسع " بدلا من " الشرق الأوسط الكبير " التي أثارت الكثير من القلق في العالم الإسلامي، .. هكذا قال بوش .
"العنصر الخامس في استراتيجيتنا في الحرب على الإرهاب هو استبعاد المسلحين امتشددين في المستقبل عن طريق استبدال الكراهية والبغضاء بالديمقراطية و نأمل أن يشمل كل الشرق الأوسط الكبير. هذا مشروع صعب وطويل الأجل ولكن ليس له بديل . مستقبلنا ومستقبل تلك المنطقة مرتبطان. إذا تم السماح لمشروع الشرق الأوسط الأوسع لينمو وإذا كانت الدول لا تزال بائسة بينما المتطرفون يتواجدون بالملايين فسيكون هذا الجزء من العالم مصدرا لصراع لا نهاية له و خطر متصاعد بالنسبة لجيلنا والآجيال القادمة . أما إذا سمح شعوب تلك المنطقة في اختيار مصيرهم والنهوض بارادتها ومشاركتهم كرجال ونساء أحرار مع تهميش المتطرفين سيكون تدفق التطرف العنيف إلى باقي العالم بطيئا حتى ينتهى . نحن نشجع أصدقائنا في الشرق الأوسط فى مصر السعودية إلى انتهاج الإصلاح لتعزيز مجتمعاتهم في الحرب ضد الارهاب من خلال احترام اختيارات شعوبهم . نحن نقف مع المعارضين والمنفيين ضد الأنظمة القمعية لأننا نعلم أن المنشقين اليوم سيكونون قادة الديمقراطية غدا "
المشروع الأمريكى لاقامة الشرق الأوسط الكبير
نشر واشنطن لعمليات تغيير النظام من تونس إلى السودان و من اليمن الى مصر الى سوريا يحسن النظر اليها في سياق استراتيجية طويلة الأمد للبنتاجون ادارة استراتيجية العالم الإسلامي كله من كابول في أفغانستان إلى الرباط في المغرب
تستند الخطوط العريضة لاستراتيجية واشنطن في جزء منها على العمليات الناجحة لتغيير النظام في وارسو الكتلة الشيوعية فى أوروبا الشرقية سابقا و التى رسمت بواسطة عضو البنتاجون السابق و المحافظون الجدد ريتشارد بيرل و لاحقا المسئول الرسمى لبوش دوجلاس فيث في ورقة بيضاء وجهت لرئيس النظام الاسرائيلى الجديد التابع الليكود بنيامين نتنياهو في عام 1996.
وكان عنوان تلك التوصية سياسة تكسير نظيف : استراتيجية جديدة للتأمين . كانت أول ورقة لمؤسسة بحثية أمريكية هى الدعوة علنا لإزالة صدام حسين في العراق و لموقف عسكري عدواني تجاه الفلسطينيين وضرب سوريا وأهداف سورية في لبنان . يقال أن حكومة نتيانهو فى ذلك الوقت قد دفن تقرير بيرل فيث لأنه يشتمل على مخاطرة كبيرة جدا.
أثناء أحداث 11 سبتمبر 2011 يعود بيرل و آخرين الى واشنطن وهم من صقور الحرب المحافظين الجدد حيث وضعت إدارة بوش أولوية قصوى في نسخة موسعة من ورقة بيرل - فيث و أطلق عليها مشروعهم نحو شرق أوسط أكبر . قام بوش بتعيين فيث وكيل وزارة الدفاع
على خلفية اعلان اصلاحات ديمقراطية للأنظمة الاستبدادية في المنطقة بأكملها فالشرق الأوسط الكبير مخططا لتوسيع نطاق السيطرة الأمريكية و تكسير الاقتصادات الدولانية بأكملها من المغرب إلى حدود الصين و روسيا (انظر الصورة أدناه
في مايو 2009 و قبل رفع أنقاض القصف الاميركي لبغداد لم يتذكر الرئيس جورج دبليو بوش بصفته صديقا عظيما للديمقراطية وأعلن سياسة "نشر الديمقراطية" في المنطقة بأكملها وأشار صراحة إلى أن هذا الوضع يعني "اقامة منطقة تجارة حرة بين الشرق الأوسط و أمريكا خلال عشر سنوات".
قبل قمة G8 فى يونيو 2004 في جزيرة البحر بجورجيا أصدرت واشنطن ورقة عمل " شراكة G8 و الشرق الأوسط.الكبير "تحت بند فرص اقتصادية و دعوة مثيرة من واشنطن بعنوان "تحول اقتصادي مماثل في مداه لذلك الذي تعهدت به الدول الشيوعية سابقا في أوروبا الوسطى والشرقية".
وقالت الصحف الامريكية ان المفتاح لهذا سيكون تعزيز القطاع الخاص باعتباره وسيلة لتحقيق الازدهار والديمقراطية و ادعت كذبا أنه سوف يتم ذلك عن طريق معجزة التمويل الأصغر كما ورد بالورقة " وهو إن 100 مليون دولار سنويا لمدة خمس سنوات سينتشل 1.2 مليون رجل أعمال ( 750000 منهم من النساء( من الفقر من خلال اقراض 400 دولار إلى كل منهم.
تصور الخطة الامريكية للسيطرة المصرفية الإقليمية والشؤون المالية من جانب المؤسسات الدولية الجديدة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بحكم الأمر الواقع التي تسيطر عليها واشنطن بما في ذلك منظمة التجارة العالمية كان ظاهريا و الهدف من مشروع واشنطن طويل الأجل هو السيطرة التامة على النفط لتتحكم تماما فى تدفق عائداته والسيطرة الكاملة على اقتصادات المنطقة بأكملها من المغرب حتى حدود الصين وجميع ما بينهما وهو مشروع و إن كان جريئا الا انه يائس.
بمجرد تسريب ورقة G8 الأمريكية في عام 2004 في صحيفة الحياة العربية المعارضة انتشر على نطاق واسع عبر المنطقة احتجاج كبير في تعريف أمريكا للشرق الأوسط الكبير . في موضوع بصحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية في ابريل 2004 مشيرا الى "الى جانب الدول العربية فهو يغطي أفغانستان وإيران وباكستان وتركيا وإسرائيل التي لا قاسم مشترك مع الدول العربية سوى أنها تقع في المنطقة و العداء لأمريكا هو الاقوى حيث تنتشر الأصولية الإسلامية المعادية للغرب ". وينبغي يلاحظ أن صندوق التنمية و دعم الديمقراطية أيضا نشط فى إسرائيل مع عدد من البرامج "
ولا سيما، في عام 2004 كانت هناك معارضة شديدة من اثنين من قادة الشرق الأوسط حسني مبارك في مصر و ملك المملكة العربية السعودية التي اجبرت المتعصبون أيديولوجيا فى إدارة بوش مؤقتا على وضع مشروع الشرق الأوسط الكبير على المحك
هل سوف تعمل ؟
حتى كتابة هذه السطور لم يتضح بعد النتيجة النهائية التى سيسفر عنها زعزعة الاستقرار بالعالم الاسلامى مؤخرا . ليس من الواضح ما الذي سيحدث عن واشنطن ودعاة نظام عالمى جديد تحت الهيمنة الأمريكية . و من الواضح أن خلق الشرق الأوسط الكبير بات فى قبضة أمريكا باعتبارها المتحكم الرئيسي فى مراقبة تدفقات رأس المال وتدفقات الطاقة في الصين و روسيا والاتحاد الأوروبي مستقبليا و التى ربما فى يوم ما تخرج عن طوع أمريكا او تتمرد عليها
سيكون لها آثار هائلة محتملة على مستقبل إسرائيل أيضا . حسب معلق أمريكى "حسابات اسرائيل اليوم هو أنه إذا ذهب مبارك ( " التي تنص عادة على أنها" هل دعت أمريكا مبارك للمغادرة " ) مصر تذهب . وإذا ذهبت تونس ستذهب المغرب والجزائر . . وقد ذهبت تركيا بالفعل ( و عليها لا يلوم الاسرائيليين الا أنفسهم ) و سوريا قد ذهيت ( جزئيا لأن اسرائيل أرادت قطع مياه بحر عنها ) . غزة قد ذهبت إلى حماس والسلطة الفلسطينية قد تذهب أيضا لحماس . وهذا سيترك إسرائيل وسط أنقاض سياسة الهيمنة العسكرية في المنطقة ".
استراتيجية واشنطن "التدمير الخلاق" هو الذي يسبب بوضوح سهر الليالي ليس فقط في العالم الإسلامي ولكن أيضا في تل أبيب والآن أيضا في نهاية المطاف في بكين وموسكو وعبر آسيا الوسطى.