يمتلك زعماء نادي بيلدربرغ خيالا خصبا في مجال التدمير، كما أنهم
يتحكمون، على وجه، الخصوص في جميع براءات الاختراع في العالم. وبالتالي،
فإنهم يستحوذون على براءة كل اختراع يودعه المخترع أو شركة ما، ويضعونه،
على الفور، تحت سيطرة الجيش، في المقام الأول، فإن تبين أنه ذو أهمية تم
الاستيلاء عليه وصُنِّف على أساس أنه سريٌّ.
أحد المشاريع المفضلة لديهم لإزالة أكبر عدد ممكن من الإنسانية أو
التحكم بها هو مشروع هارب/ HAARP. وقد تبعته مشاريعُ أخرى مثل “حرب
النجوم”، ولكنه ظل جاريا تماما لأنه يوفر العديد من الإمكانيات بواسطة نفس
التقنية.
في الأصل، كان برنار إيستلاند هو الذي اكتشف، وهو يعيد دراسة أعمال مفكر
آخر حقيقي يدعى نيكولا تيسلا طريقةً لاستخدام الأينوسفير لنقل الطاقة عبر
الموجات الصغرية الدقيقة.
ورأى “السيد كل العالم” على الفور المزايا الهائلة التي تتوفر في تقنية
تسمح مثلا بإنتاج الكهرباء في محطة توليد كهربائية وإمكانيةَ بعثه إلى أيِّ
مكان من كوكب الأرض دون أسلاك، وبالتالي، تزويد المناطق المحرومة بالطاقة.
أما الأفضل من ذلك، فكان يتمثل في إمكانية وضع محطات الطاقة الشمسية، في
المستقبل، على سطح القمر، وهكذا يمكن للأرض أن تستفيد من الطاقة المنتَجة
والمرسَلة إليها بسهولة دون أن تعاني من عواقب إنتاجها. وصار بالإمكان
تطوير العديد من التطبيقات الأخرى من أجل خير الإنسانية. ولكن لسوء الحظ،
تمَّ شراء الشركةِ، التي كانت تشغِّل ذلك المفكرَ الحقيقيَّ، من قبل مجموعة
تابعةٍ، مباشرةً، لنادي بيلدربرغ، انكبت على الفور على تطوير ذلك المشروع
تحت إشراف وزارة الحرب (التي كانت تشمل السي آي آيه، وكالة الأمن القومي،
القوات الجوية والبحرية وخاصة إحدى أكبر الشركات المصنعة للأسلحة في العالم
وهي شركة رايثون الأمريكية المتخصصة في أنظمة الدفاع). وكانت النتيجة
برنامجا عسكريا متعدد الوجوه يجري تطويره من أجل:
- التأثير على المناخ والسيطرة الكاملة عليه (أسلحة قادرة على إصابة منطقة
ما من العالم بالجفاف، وعلى إغراق أخرى في الفيضانات، أو التسبب في الزلازل
والأعاصير الاستوائية).
- التسبب في الزلازل (بواسطة أبحاث العلماء مثل أندريه ساكاروف، تمكن الروس
من صنع آلة “بامير 3″ التي تنتج موجات كهرومغناطيسية قادرة على صنع زلازل
وقد اشتراها الأمريكان كي يقع ضمها إلى برنامج هارب/HAARP؛ لقد اتهم العديد
من العلماء زلزال هايتي بوصفه هجوما شُنَّ بواسطة ذلك البرنامج، كما أنه
تمَّ توجيهُ مثل ذلك الاتهام على إثر وقوع الزلزال الذي هز الصين قبل وقت
قصير من الألعاب الأولمبية).
- التسبب في انفجارات أكثر قوة من القنبلة النووية (انفجارات في أعماق
البحار لإحداث موجات المدِّ، ومن المشروع جدا، هنا، التساؤل عن التسونامي
الغريب الذي دمر أندونيسيا في عام 2005).
- التحكم عن بعد بالطائرات والصواريخ، أو تدميرها.
- تدمير أو شلُّ محطات توليد الطاقة الكهربائية، وشبكات الراديو
والتلفزيون. (ولقد أجريت تجربة أولى ناجحة منذ حرب الخليج وذلك باستعمال
الموجات الكهرومغناطيسية لعرقلة كل اتصالات الجيش العراقي).
- إنشاء الصور ثلاثية الأبعاد في السماء، واللعب على خرافات الشعوب في
محاولة لدفعهم إلى الاعتقاد بأنها أفعال إلهية (مشروع الشعاع الأزرق).
- تغيير السلوكيات الإنسانية ومراقبة كل أفراد المجتمعات. وقد بيَّنت
التجارب التي تم إنجازُها أنه بالإمكان استخدامُ الموجات الكهرومغناطيسية
كي تَظهر، في الدماغ، الموادُّ الكمياوية العصبية التي تولِّد، وفقا
للترددات/ الدبدبات المستخدمة، مشاعرَ الخوف والرغبةَ والاكتئابَ
والإحباطَ…). لتحقيق أكبر فعالية ممكنة، وبدلا من مباشرة العمل في المناطق
(بواسطة شبكات الكهرباء) حيث سيتأثر جميع السكان، صار بالإمكان الاشتغالُ
على الأفراد بواسطة الهاتف المحمول الذي صار جهاز إرسالِ موجاتٍ تُبعث من
أية نقطة على الكرة الأرضية، مما أدى إلى تكاثر هوائيات الهاتف النقال
بالرغم من الاعتراض عليها.
لقد مكَّن العلم المعاصر بعض القوى من امتلاك سلاحٍ، بالإضافة إلى كونه
يغيِّر سلوكَ الشخص ويتسبَّب في استفحال الصداعِ ونموِّ الأورامِ وسرطانِ
المخِّ لديه، فهو يتيح، إذا كان ثمة رغبة في ذلك، حرقَ مناطقِ الدماغ أو
التسبُّبَ في تفجير موجةٍ من الجنون القاتل أو الخمول واللامبالاة الكلية.
وذاك هو السبب في إصدار الأوامر إلى كل السياسيين لتمرير قوانين يُفرض
بمقتضاها على الجميع إعطاءُ هُويَّتِهم للحفاظ على خطوطهم الهاتفية الخاصة
بهم. في بعض البلدان التي كان فيها الهاتف حرا، كإسبانيا على سبيل المثال،
تمَّ إرغام كل المواطنين في 2009 على التسجيل كي يقع تثبيتُهم مع أرقامِهم
المطابقةِ لهم.
في إطار حرب ما، يصبح برنامج هارب/ HAARPعنصرا حاسما، ولذلك، وفي ردِّ
فعل على التهديد الأمريكي الجديد، وضع الصينيون والروس برامج مماثلةً له.
يعتبر برنامج هارب سلاحا مثاليا لتحقيق تخفيضٍ شاملٍ لعدد سكان الأرض
أو للسيطرة على عدد كبير من أفراد معيَّنين دون أن يخلِّف أيَّ أثرٍ (هل
هناك من استطاع البرهنةَ على العلاقة بين التجارب التي نُفِّذت بالفعل
والكوارثِ المناخيةِ المفاجئة، وعلى انتحار الحيتان الجماعي، وحالات
الاختفاءات الجوية والزلازل “المفيدة على الصعيد السياسي” والسلوك الإجرامي
لدى الأطفال الذين ليس هناك دافعٌ لارتكابهم ذلك النوع من الأفعال، وهلم
جرا).
بهدف الانتقاء، يكفي توفيرُ هواتفَ ذاتِ تردداتٍ مختلفةٍ لأولئك الذين
يرغبون في الحفاظ عليهم، كما هو الحال عند تفجير برجي مركز التجارة
العالمي، حيث تمَّ تحذيرُ الأشخاص الذين كانوا لا يريدونهم أن يصابوا بسوء
من عدم الذهاب إلى هناك في ذلك اليوم.
ذلك البرنامج ليس على أتم استعداد في الوقت الراهن لأنه ما زال يفتقر إلى
القوة الكافية التي يمكنهم بواسطتها التعامل مع كل سكان العالم. ولذلك فقد
تمَّ الشروعُ في تنفيذ مشروع جديد، أضخم بكثير، لإنجاز المهمة: مشروع إيري/
IRI/ المعهد الجمهوري الدولي الذي سيقع وصلُه بأكبر أجهزة الكمبيوتر في
جميع أنحاء الكرة الأرضية، والذي تم تثبيته، بالفعل، لتسجيل تفاصيل الأفراد
الشخصية وتحديد أولئك الذين ستقع المحافظة عليهم للمستقبل (وهم، بالأساس،
الأعمق حمقا، والقطيع الذين يقبلون بكل شيء دون أدنى جفول).
لقد تم تثبيت أجهزة الكمبيوترات تلك في أغلب أنحاء العالم، في الولايات
المتحدة، طبعا، وفي إسرائيل وجنوب إفريقيا والدول الاسكندينافية وروسيا…
ويقع تزويدها، بانتظام، بتفاصيل كل شخص على كوكب الأرض بواسطة المعلومات
التي تقدمها مخابرات كل بلد، وكذلك بواسطة برامج الإنترنت التي أنشئت لذلك
الغرض. الميسانجر، بلاكسو، تويتر، فايسبوك، وهلم جرا. (الألعاب نفسها يقع
استخدامها لذلك الغرض). تلك البرامج تتيح تصنيف الناس وفقا لعلاقاتهم
وأفكارهم وطرق تعاملهم وما إلى ذلك.. لقد وُضعت برامج خاصة لتحليل جميع
العناصر المستلََمة من كل شخص، ومن خلال ذلك، يصير بالإمكان وضع صورة لكل
واحد، تحتوي على الجنس الذي ينتمي إليه ومستواه الفكري وأفكاره وعلاقاته…
تلك الكمبيوترات متصلة بمراكز هارب/HAARP وسيتم ربطُها قريبا، أيضا،
بالمعهد الجمهوري الدولي إيري/IRI ، مما سيمكن من التحكم في جميع البشر،
بكل سهولة، عن طريق أبراج الهاتف المحمول أو الشبكات الكهربائية والهاتفية
في انتظار أن يتم زرعُها جميعا. بذلك المشروع، سيقع حلُّ المشكلِ الذي
تطرحه البلدانُ الممانعةُ للدخول في برنامج نزْعِ الصفة الإنسانيةِ عن كوكب
الأرض. ستسمح القوةُ، أولا، بالهيمنة على أية تكنولوجيا دفاعية، وبعد ذلك،
يكون من السهل إثارة الكوارث “الطبيعية” لتدمير بلدٍ ما، أو غزوِه بواسطة
التقنية “الناعمة” وذلك يتطلب إثارةَ مشكلة وتقديم المساعدة الإنسانية التي
تسمح بالتحكم فيه بشكل في منتهى “الهدوء”.
ترجمة آسية السخيري