سلمان بن يحي المالكي
slman_955@hotmail.com الأحداث التي ستكون قبل خروج الدجال ، فإنها كثيرة ومن ذلك.
1. قوله صلى الله عليه وسلم " تغزون جزيرة العرب ، يفتحها الله ، ثم تغزون فارس ويفتحها الله ، ثم تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " [ أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه ] [ رواه مسلم ]
2. وقال صلى الله عليه وسلم " عُمرانُ بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال " [رواه أبو داود وحسنه الألباني ] [ وهذه أحداث مرتبط ببعضها لكن يحتمل أن يكون بين كل حدث والآخر فترة زمنية طويلة ، فإذا عُمر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف ، فإن ذلك سيكون سببا في خراب يثرب ، ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون وسيكون لهم صولة بحيث يحدث خراب فيها ، فإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى ، وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم كما ذكر شراّح الحديث ، وخروج الملحمة هي فتح القسطنطينية ، وسيعقبه ذلك فتح هذه المدينة التي هي من مدن الكفار ، وسيعقب ذلك خروج الدجال وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما سيحدث بعده ]
3. وقال عليه الصلاة والسلام " فتنة الأحلاس هَرَب وحَرَب " [ هرب لأن الناس يهربون منها من القتل والعداوة والحرب هو نهب الأموال ، وقتل الأهل بحيث لا يبقى لأحد لا مال ولا أهل ] " ثم فتنة السرّاء [ أي النعماء الصحة والعافية ] دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي ، يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِكٍ على ضِلَع " [ والورك هو أعلى الفخذ ، والضلع معروف ، والمقصود أن الناس سيصطلحون على رجل يبايعونه ويملِّكونه عليهم ولا يصلح أن يكون ملك لأنه جاهل ولا تستقيم له الأمور ، ولكن هذا الذي سيحدث ، كورك على ضلع كما أن هذا الورك الكبير لا يثبت على ضلع لأن الضلع دقيق فكذلك لن يثبت أمر هذا الرجل ولن يكون مناسبا نظرا لجهله ] ثم فتنة الدهيماء [ والدهيماء الفتنة العظيمة الكبيرة ] لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل انقضت تمادت وزادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصيرَ الناس إلى فِسطاطين ، فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاطُ نفاق لا إيمان فيه " [ وهذا يكون نتيجة التدافع بين الحق والباطل ، ونتيجة مُعترك الأمور ، وقيام الأحداث بين أهل الحق وأهل الباطل ويتميز أهل الحق عن أهل الباطل وهذا من فوائد التدافع الذي ذكره الله عز وجل في كتابه " وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ] " فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده "[ رواه أبو داود صححه الألباني ] .
4. ثم أنه صلى الله عليه وسلم بين أيضا الحال التي سيكون عليها المسلمين عند ظهور الدجال ، وهذه الحال ستكون عبارة عن حروب بين المسلمين والنصارى ، وسيكون فيها النصر في النهاية لأهل الإسلام ، ثم يظهر الدجال فيقول عليه الصلاة والسلام " ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتُنصرون وتَغْنمون ، وتَسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول [ موضع معين ] فيرفع رجل من أهل النصرانيةِ الصليب ، فيقول : غُلب الصليب ، فيغضب رجل من المسلمين ، فَيَدُقَّه [ أي يكسر الصليب ] فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة ، وزاد بعضهم ، فيثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون ، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "[ رواه أبو داود وحسنه الألباني ] [ سيحصل هناك صلح آمن ، ولكن الروم النصارى سيغدرون ، وسيقوم رجل يتحدى المسلمين بالصليب ، فيقوم أحد المسلمين فيكسره ، فتقع بعد ذلك معركة يكون المسلمين في أول الأمر قلة ، فيكرم الله القلة من المسلمين التي تواجه النصارى أول الأمر بالشهادة ، ثم بعد ذلك يستعد الفريقان لمعركة كبيرة وملحمة عظيمة يكون النصر فيها للمسلمين ] وقد جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تفصيلٌ لهذه الموقعة " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق [ وهذا موضع قرب حلب في بلاد الشام ] فيخرج له جيش من المدينة [ المنورة ] من المسلمين من خيار الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا [ أمام بعض ] قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم [ ومعنى هذا أن من المسلمين في السابق قد أخذوا سبي من الروم ، وأن هؤلاء السبي من الروم قد أسلموا ، وانضموا إلى المسلمين وأن الروم يقولون هاتوا أقرباءنا من الروم الذين أسلموا معكم فردوهم إلينا ] فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث [ من جيش المسلمين ] لا يتوب الله عليهم أبدا [ لماذا ؟ لأنهم لم يتوبوا من الفرار من الزحف ] ويقتل ثلث [ من المسلمين ] أفضلُ الشهداء عن الله ويَفْتَتِح الثلث [ يعني الأخير البلاد ويغنم ] لا يُفتنون أبدا ، فيفتتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح [ أي الدجال ] قد خلّفكم في أهليكم [ يريد إفزاعهم وتخويفهم ] فيخرجون [ يعني المسلمين يخرجون إلى جهة خروج الدجال ] وذلك باطل [ يكون كلام الشيطان هذا باطل ] فإذا جاؤوا الشام خرج المسيح الدجال فعلا ، فبينما هم يُعدون لقتال الدجال بعد أن قاتلوا الروم ، وما استطاعوا أن يقتسموا الغنائم ، يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم .. إلى آخر الحديث "
5. ثم أنه ورد لهذه الغزوة تفاصيل أخرى فقد قال صلى الله عليه وسلم " إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث ولا يُفرح بغنيمة ، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام ، فقال : عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ، يقول الراوي عن ابن مسعود: الروم تعني ؟ قال وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة ، فيشترط المسلمون شُرطةً للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجِز بينهم الليل " [ ملخص الحديث أن هؤلاء الفدائيون من المسلمين الذين يخرجون من جيش المسلمين يقتلون وهم شهداء ومرة ثانية وثالثة لأنهم قلة ] " ثم بعد ذلك يَنْهد لهم أهل الإسلام [ يجتمع لهم أهل الإسلام من الأماكن المختلفة ] فيجعل الله الدَبَرَة على الكفار فيقتل المسلمين من الكفار مقتلة لا يُرى مثلها ، حتى أن الطائر لا يمر بجنباتهم فما يُخّلِّفُهم حتى يخر ميتا ، فيتعادُّ بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح ؟! أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك ، إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ! فجاءهم الصريخ : أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويُقبلون فيبعثون عشرةَ فوارس طليعة [ طليعة استكشاف ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ _ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ " [ رواه مسلم ]
6. ومن الأحداث الأخرى التي ستحدث قبل خروج الدجال قوله صلى الله عليه وسلم " إن قبل خروج الدجال ثلاثِ سنوات شداد ، يُصيب الناسُ فيها جوع شديد ، يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرِها ، ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ، ويأمر الأرض فتحبسَ نباتها كله ، فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظل إلا هلكت إلا ما شاء الله ، قيل يا رسول : فما يُعيش الناس في ذلك الزمان قال : التهليل والتكبير والتحميد ، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام " [ رواه بن ماجة وضعفه الألباني ] [ كرامة للمسلمين من الله في ذلك الوقت ، أن يعيشوا على ذكر الله فقط ، وهذا يُثبت أن للأذكار قوة في البدن ويجوز عليه حديث علي وفاطمة عندما اشتكت فاطمة تريد خادم قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكما على أمر هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما تسبحان الله ثلاث وثلاثين وتحمدان الله ثلاث وثلاثين وتكبران ثلاث وثلاثين "