لم يعد سرا أن المخابرات تستخدم موجات وأجهزة تلصص للتجسس على أفكارى – لست وحدى ولكن على الملايين فى جميع أنحاء العلم – وليس سرا أننى أتوجه للبحث فى إشكاليات علمية ليس بناء على اختيارى الشخصى – فلو تركت حرية الاختيار لى لتوجهت لكتابة أعمال أدبية فهذا عملى – ولكن بناء على ما ترغب هى فى حل لوغريتماته وما ينقصها من كشوف وما ترغب فيه من بحوث –
أنا إذن مسيرة مثلى مثل ملايين العلماء والمكتشفين نبحث فيما ترغبه المخابرات الغربية بغير إرادتنا حيث نجد أنفسنا وقد تنبهنا فجأة لحقيقة ما، ونجد أنفسنا عاجزين عن الكف تفكيرنا في هذه الحقيقة والبحث حولها فى الكتب والانترنت، بالعربية واللغات الأوربية - بالنسبة لى الانجليزية – ونجد أنفسنا أيضا ما أن نصل لنتيجة حتى نتوقف عندها متأكدين من أنها حقيقة أو يصلنا هذا اليقين بعد عدة أيام. بعضنا محظوظ فى أن المعلومات التى يرغبون فى البحث حولها ترده مفصلة كأفكار أو كلام – وقد اعتدت على ذلك – وبعضنا مازال فى بداية طريق طويل من استغلاله لذا فهو يشغل معظم وقته فى البحث فى اهتمامات جديدة عليه، وطوال الوقت يجلس للانترنت يقرأ حولها ويفكر حولها ويصل لنتائج تتعلق بها.
إنها آفة الحياة المعاصرة حيث يعانى كل ذكى (كل عبقرى كما يتصورونه) من الدوران فى فلك المخابرات الغربية عاملا بلا أجر كعالم ومكتشف فى خدمتها، فى خدمتها وحدها حيث يعيش ويموت دون أن يستفيد لا هو ولا مجتمعه مما أبدع واكتشف.
ولكم أن تتخيلوا أن كل ما كان يقال عن تعذيب علماء الدول الاشتراكية والضغط عليهم للعمل بلا توقف لصالح مخابرات وإدارة بلادهم صحيح وانه هذه المرة ينطبق على علماء الدول الفقيرة ولصالح الدول الغنية.
